الخميس، 20 أكتوبر 2011

الطفولة التونسية بين الغياب والتغييب

لعل السؤال الذي يتبادر إلى أذهان  نسبة كبيرة من الإطارات التربوية العاملة بقطاع الطفولة في هذه الأيام هو : أي موقع لقطاع الطفولة في قادم الأيام؟
إن الضبابية التي تحوم حول هذه الرؤية تعكس عدم إقتناع بالآداء الحالي لهذه المؤسسات لذلك، فإن المتصفح لبرامج المترشحين لإنتحابات المجلس التأسيسي يلحظ تغييبا يكاد يكون كليا لرؤية واضحة للمشروع التربوي المستقبلي لأطفال تونس بإعتباره تأسيسا للمستقبل ولعل ذلك يعود بالأساس إلى الثقافة التي كرسها النظام السابق في التونسي حيث أن إهتماماته هي إهتمامات آنية يغيب عنها الإستشراف والإستثمار في الموارد البشرية فالتونسي يطمح إلى إمتلاك المنزل والسيارة والزواج والشغل و....(الإقتراض،)،وقد تفطنت الأحزاب إلى هذه الطلبات فصاغت برامج تستجيب لها،
إن الأخبار المتواترة بسرعة حول تجاوزات النظام السابق تعكس المكانة التي يوليها لقطاع الطفولة ولعل سعر إحدى الطائرات المحجوزة بسويسرا والبالغ قيمتها 50 مليار يؤكد بما لا يترك مجالا للشك التغييب الكلي لهذا القطاع إذا ما علمنا أن الميزانية السنوية للوزارة أقل من سعر الطائرة الشخصية المحجوزة لصهر الرئيس ،وعلى هذا الأساس يمكن البناء.....
هذا الغياب في مرحلة ما قبل الثورة قابله تغييبا واضحا لمتطلبات الطفولة التونسية في المرحلة القادمة على الرغم من المبادرة المتميزة المنجزة بولاية تطاوين والمتمثلة في تنظيم يوم إنتخابي بروضة أطفال قصد توعية الأطفال بأهمية ممارسة الحق الإنتخابي ومحاولة التأثير على أوليائهم قصد دفعهم للممارسة حقهم،وكأن الثورة لم تلامس أذهاننا ومزلنا في نفس الممارسات التوظيف السياسي للطفل في برامج قد لا تعني له شيئا ،
لعلني كنت أود أن أجد برامج تتحدث عن:
-  رؤية جديدة لنظام تربوي خاص بالطفولة المبكرة ،
- التكفل بمرحلة الطفولة المبكرة بإعتبار أن البحوث الأخيرة أكدت على أن إستثمار بقيمة دولار واحد في مجال الطفولة يربح 10 دولارات مع ضمان تربية متوازنة تشحع على الإستقلالية والإعتماد على الذات (مشاريع برامج للتكفل بمنحة بطالة لفائدة 500 ألف عاطل)
- إسناد عطلة أمومة لمدة 6 أشهر لضمان إنطلاقة جيدة لتنشئة الطفل،.............. وتصورات أخرى يؤكد عدم إدراجها ببرامج الأحزاب إلى مواصلة تغييب هذا القطاع الحيوي ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق